بسم الله الرحمن الرحيم
لـ غرقي الشديد في بحار الكُتب في الفترة الأخيرة
وقع في يدي مذكرات لـ رجل يدعى عبد المجيد بن جلوان
هذا الرجل يتحدث بكل بساطة عن طفولته البريئة بكلمات عميقة ودافئة
وكيف ينظر كطفل لهــذه الحياة المعقدة بخيال واسع
غرقت معه من أول سطر إلى آخر سطر
في كتابه " في الطفـــولة "
أضحكني
بشقاوته، بأحلامه البريئة، بخياله، بحبه لأخته الوحيدة
وأبكاني
عند لحظات الألم ، الانتظار ، وخسارته لأعز إنسان في حياته
لطفولته وقع وصدى في النفس
الكاتب القدير عبد المجيد بن جلوان
لا أعرف عنه شيء سوى طفولته ، عبثاً حاولت البحث والتنقيب عن حياته العملية وَ كُتبه الأدبية الأخرى في غياهب الإنترنت بلا جدوى..
في كتابة في الطفولـــة
يتحدث الكاتب عبد المجيد بن جلوان عن لحظة ولادته في بيت قديم دافئ يعم فيه الحب والمودة
وكأي طفل صغير فقد كان لا يمل من طرح الأسئلة الذكية التي تحرج المحيطين حوله، كان يعشق تأمل الدنيا الواسعة وما تحتويه من مباهج نفسية..
أضحكني الكاتب عندما خرج لوحده ذات يوم إلى حديقة المنزل و رأى القطة المخلوق العجيب عن قرب فقد داهمته ذات غفلة فـ انتابته مشاعر من الخوف والرهبة حتى خيل إليه أنها عل وشك أن تهجم عليه فصرخ بأعلى صوته حتى كاد يغمى عليه..
ولـ ولادة أخته الوحيدة دهشة عميقة في نفسه ، فقد كان يتساءل من أين آتت فجأة..؟!
لقد أزعجته ببكائها وعويلها المستمر لكنه أحبها كثيراً حد الجنون..
ثم يذكر الكاتب كيف تربى في حضن أمه الحنون لفترة قصيرة ثم ودعت الدنيا لتربية الخادمة التي سيتزوجها أباه فيما بعد ويرزق منها بأخ ثالث..
تعلم من خلال زوجة أبيه ما معنى
الموت/ الحياة
الخير/ الشر
الجنة/ النار
وكان يدور في دوامة أكبر من عمره في أمور الدين والدنيا
كان يثيره في الشوارع منظر الرجال والنساء وهيئتهم وملابسهم الغريبة وتولد لديه حب الاستطلاع فعشق الحدائق والسينما والمسارح فتفتحت لديه آفاق المعرفة منذ الصغر ورغم ذلك فقد كان يخاف من الظواهر الطبيعية كالرياح والبرق الرعد ويتخيل الوحوش تحيط بنافذة غرفته ليلاً..
ولأنه يعيش في انكلترا دخل المدرسة في سن السادسة من عمره وتعلم اللغة الانكليزية هناك حتى نسى لغته الأم " العربية" ثم عاد إلى مسقط رأسه في مراكش ودخل المدرسة هُناك في سن العاشرة
ومن خلال حديثه يعقد مقارنه بين تعليم الغرب و تعليم الشرق
بطريقة لا تخلو من الطرافة والسخرية من المدرسين الشرقيين في زمانه..
ثم يتحدث عن العادات والتقاليد في كلاً من البلدين ولأنه عربي أصيل فأنه يميل إلى الشرقيين ويتأقلم معهم و أحب تراثهم الغريب..
هناك الكثير من المواقف التي لا يسعني ذكرها هنا كي لا أفسد عليكم متعة القراءة..
حياته مع أبيه ، جده ، محاولته الأولى للكتابة، شقاوته مع من هم في مثل سنه
أحزانه الدفينة ومعاناته المأساوية من مرض أخته الوحيدة
وكيف خدعوه أهله ليبعدوه عنها وقت..
كل هذا ستجده في هذا الكتاب الثمين الغزير بأفكار كاتب قدير خط بالقلم بأسلوب ساحر ومثير
لن يأخذ منك سوى يومين فقط لإتمامه..
صدقوني ستجدون متعة في القراءة ولن تملوا أبداً
لتحميل الكتاب..
>>>> في الطفولة..عبد المجيد بن جلون <<<<
بالتوفيق للجميع..^^